قصة خليف بن سراي من آل دعيلج من البريك (1)

هذه القصه من القصص القديمه التي حدثت منذ زمن،وهي أن خليف بن سراي بن دعيلج  الشمري أتى حجاج المرمش (رحمهما الله ) في موقق غرب مدينة حائل،ويعرف حجاج بأنه رجل كريم وراعي مناخه، وينزل لديه الضيوف بصورة مستمرة0وكانت تلك  السنة سنة دهر ـ سنة قحط ـ ،والطعام قليل ،ولا يتوفر باستمرار، وبعد ما تناول خليف القهوة عند صديقه قال حجاج: يا خليف لا أجد في هذا البيت الشيء الذي أقدّمه لك ولغيرك، قال :خليف طيب الأمر بسيط ،ثم قام خليف إلى قعوده في غفلة من صاحبه ونحر القعود وقال يا حجاج لقد نحرت قعودي بالمناخه0ثم أخذ خليف الشداد وعلّقه في قهوة بن هلال لكي يعود إليه ويأخذه فيما بعد ،ولم يتعشى خليف من الطعام الذي تم طهيه من لحم القعود ومشى على قدميه حتى وصل نخل (الجب) حيث تسكن عشيرته البريك.
ويصف الشاعر مانع بن حسن البريكي ـ وهو من الشعراء المعاصرين ـ هذه الحادثة بأبيات جميلة يقول فيها:

 

نحر قعـوده عنـد بيت المعـازيب

بوقت(ن) شديد الجوع للعـالم يخيف

وشال الشداد وعلّقه كاسب الطيب

هذاك فعـل خليف ياجـاهل خليف

لامـدوّرن مـدحه ولاخايفن عيب

فزعة صخى في سـاعةٍ  ينفع  الضيف

خليف بن سـراي عطب المضاريب

معروف  للعقــال من دون  تعريف

من الـلابة اللي يحتمـون المواجيب

يومنها بحــدود هدف (ن) مهاديف

غـزاهم الضـرغام يبي المكـاسيب

وبلش بتـاليـــها ولابعدها شيف

وحصل لذاك الشيخ عركه  وتأديب

من ضـربهم عيّف عن الكسّب تعييف

 

لقد تمثل الكرم والسخاء جليا واضحاً في قصة خليف بن سراي وبصورة تلقائية وبدون تكلف منه ،وضرب في هذه القصة مثالاً نادراً في الكرم والتضحية وإنكار الذات، حتى أنه لم يذق الطعام الذي كان في أمس الحاجة إليه ،والذي تم إعداده من لحم راحلته ،بل ذهب ماشياً على قدميه وعاد طاوياً إلى أهله وبلا راحلة يركبها،تلك الراحلة التي كانت من أسس ومقومات الحياة في ذلك العصر،ولكنه في الوقت نفسه صار رمزاً من رموز الكرم والسخاء التي ينبغي علينا الاقتداء به وتذكر سيرته العطرة والترحم عليه.

              سائلين المولى أن يتغمده برحمته وأن يجزيه الجنة على أفعاله الحميدة.

  (1) كتب هذه القصة مشكوراً الشاعر مانع بن حسن البريكي ،ليتم نشرها على موقع آل دعيلج.